مع استمرار الصراع في غزة وتزايد المعاناة، أصبحت “صفقة الرهائن” المحور الأساسي لأي فرصة لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع. تشير التقارير الأخيرة إلى أن حماس تسارع في إحصاء الأسرى الأحياء المتبقين، تحضيرًا لجولة مفاوضات جديدة. الخشية المتزايدة من أن يكون عدد هؤلاء الأسرى محدودًا، تدفع حماس للتفكير الجاد في إبرام صفقة قبل فوات الأوان.
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، احتجزت الفصائل الفلسطينية 251 رهينة، ولا يزال 96 منهم في غزة. ومع تزايد الضغط العسكري الإسرائيلي، تركز حماس على ضمان تحقيق مكاسب ملموسة من خلال صفقة التبادل، خاصة في ظل التوقعات بأن إسرائيل لن توقف عملياتها إلا بعد استعادة كل أسراها، أو ما تبقى منهم.
تزامن توقف تحليق الطائرات الإسرائيلية المسيّرة في سماء غزة للمرة الأولى منذ أشهر مع جهود حماس لإحصاء الأسرى، وهي خطوة تشير إلى أن الطرفين يدركان أن التفاوض على صفقة الرهائن هو السبيل الوحيد لكسر دائرة العنف. هذا الوضع يذكر بالهدنة السابقة في نوفمبر 2023، عندما تعهدت إسرائيل بوقف التحليق الجوي لمدة محددة للسماح بتنسيق جهود تحديد موقع الرهائن.
تعكس تصريحات قادة حماس، مثل باسم نعيم، استعداد الحركة لتقديم مرونة في المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بتوقيت انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها في القطاع. هذا الاستعداد، رغم صعوبته، يشير إلى أن حماس ترى في صفقة الرهائن فرصة حقيقية لوقف النزيف المتواصل وتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية.
في ظل هذا الوضع المعقد، يصبح من الواضح أن إسرائيل لن توقف عملياتها العسكرية حتى تُعيد جميع المختطفين. لذلك، تبقى “صفقة الرهائن” الأمل الوحيد لإنهاء الحرب وإعادة بعض الاستقرار إلى القطاع، وإلا فإن المعاناة ستستمر دون نهاية قريبة.