مرّت 13 شهرًا على بداية الحرب في غزة، والواقع اليوم أكثر قسوة من أي وقت مضى. القطاع المحاصر الذي كان يعج بالحياة والأمل أصبح الآن ساحة لتدمير شامل، حيث يعاني المدنيون من قصف مستمر، ودمار هائل في المنازل، ونقص حاد في الغذاء والدواء. الحياة في غزة لم تعد مجرد معركة ضد الحرب، بل هي معركة يومية للبقاء على قيد الحياة.
واقع مرير: جوع، نزوح، وفوضى
يواجه سكان غزة اليوم أسوأ الظروف الإنسانية في تاريخهم. مع استمرار العمليات العسكرية، نزح أكثر من 130 ألف شخص في الأسابيع الأخيرة، ليعيشوا في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. المواد الغذائية أصبحت نادرة، والأسعار قفزت بشكل جنوني بأكثر من ألف بالمئة، ما دفع العائلات إلى البحث في مكبات النفايات عن لقمة العيش. ومع النقص الحاد في الوقود، اضطر البعض إلى حرق النفايات للطهي.
“الحياة أصبحت مستحيلة، كل ما نريده هو أن نعيش بسلام”، يقول أبو محمد، أحد سكان غزة. ومع نقص الخدمات الصحية والمرافق الأساسية، يواجه القطاع تحديات أكبر. الأمراض تتفشى بسبب الظروف الصحية المزرية، والشتاء على الأبواب دون حلول فورية.
الأوضاع الإنسانية: الكارثة مستمرة
التقارير الأممية تشير إلى أن حوالي مليون شخص في غزة يفتقرون إلى مأوى آمن مع اقتراب فصل الشتاء، بينما يعجز المجتمع الدولي عن تقديم المساعدات بشكل منتظم بسبب القيود المفروضة على القطاع. الوضع الأمني متدهور بشكل خطير مع انتشار أعمال النهب.
في زيارة مؤخّرة، وصف مسؤولو الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “مروع”، حيث يعاني الأهالي من نقص حاد في الغذاء والدواء، إضافة إلى انهيار النظام الصحي. “لقد أصبح العيش هنا مجرد محاولات للبقاء، وليس الحياة كما كنا نعرفها”، تقول إحدى النازحات في أحد المخيمات.
خلاصة: غزة تحتاج إلى الحلول، لا الوعود
بعد 13 شهرًا من الحرب، أصبح الوضع في غزة غير قابل للاستمرار. سكان القطاع يطالبون بحل عاجل يوقف معاناتهم، ويعيد لهم الأمل في الحياة. في الوقت الذي تزداد فيه الفوضى وتتفاقم الأزمة الإنسانية، تبقى غزة في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي والضغط لإنهاء الحرب. غزة تستحق السلام، وغزة تستحق الحياة.