تمكنت الطفلة سما البغدادي، من مدينة غزة، من حضور عرض سينمائي خاص بأفلام الأنمي، على شاشة سينما الهِلال، جنوبي المدينة، وبحضور عشرات الأطفال وذويهم.
تتيح سينما “أوتاكو غزة”، المتخصصة في عرض أفلام الأنمي للأطفال والكِبار، مساحة واسعة للمئات منهم، للاستمتاع بالمغامرة والغموض والأكشن التي تقدمها لهم تلك العروض. يخصص الفريق المكون من 11 فرداً يوماً لعرض فيلم أنمي أو أكثر، مُعلناً أماكن الحصول على التذاكر المُتناسبة مع مساحة قاعة السينما، ومن ثم توفير المكان وتهيئته لضمان عرض هادئ وواضح، فيما يتطلع إلى تطوير الفكرة لتشمل محافظات قِطاع غزة.
وتقول الطفلة سما إنها سعيدة بمُشاهدة عروض الأنمي على شاشة سينما كبيرة في مدينة غزة، بعدما اعتادت على مشاهدتها عبر شاشة التلفاز، أو أجهزة الهواتف المحمولة، لافتة إلى أن مُشاهدة العروض بهذه الطريقة الجديدة ذات طابع ونكهة مختلفين، وقد شعرت بأنها جزء من العرض.
ويقول صاحب الفكرة، نور الدين فلفل، إن المشروع انبثق عن التطبيق الخاص بمتجر الأنمي، كنوع من التطوير حتى يرى النور على أرض الواقع، من خلال تنظيم عدد من العروض الخاصة بفن الأنمي، وإتاحتها للجمهور. ويشير، في حديث إلى “العربي الجديد”، إلى أنه تم تجهيز فريق متكامل لتطبيق الفكرة، وتنظيم أكثر من عمل متخصص، سواء على صعيد العروض السينمائية، أو المتاجر الإلكترونية، إلى جانب كل الألوان الفنية المُتعلقة بفن الأنمي. ويلفت إلى أن مصطلح “أوتاكو” ياباني ويعبّر عن الفئة المهووسة بنظام فنون الأنمي الياباني، والتي تُلاحق على مدار الوقت كل المستجدات في هذا العالم، موضحاً أن الفريق سيقدم لتلك الفئة كل ما تحتاجه، وفق مختلف الأدوات، وفي مقدمتها العروض المرئية على شاشات السينما.
وتتوزع مهام الفريق على كامل العدد، إذ يختص صاحب الفكرة بتنظيم عروض الشاشة، فيما يتولى باقي الفريق آلية الإعلان عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتجهيز الأماكن المُخصصة للعروض وتأمينها لضمان سهولة العرض وأمانه.
وتستهدف عروض الأنمي الياباني مختلف الفئات والشرائح العمرية، إلا أن فئة الأطفال واليافعين والمراهقين هي الأكثر مُتابعة لهذا اللون، إذ تتيح ما يتناسب مع توجهاتهم العمرية في بداية تكوين شخصياتهم.
ويلفت فلفل إلى أن اختيار فن الأنمي جاء لوجود فئة كبيرة من مُحبي هذا اللون، في ظل عدم وجود جهة راعية يُمكنها الاهتمام بمتطلباتهم، وتنظيم الفعاليات، أو توفير مختلف المستجدات الهامة والمتطورة.
وشهدت لحظات العرض، التي بدأت بفيلم Spirited Away، اهتماماً واندماجاً كبيرين من الجمهور، ومعظمه من الأطفال، إذ لم تسبق لهم مشاهدة عروض أنمي على شاشات سينمائية كبيرة وفي قاعات عامة.
ويختص صهيب فلفل، وهو الشقيق الأكبر لنور الدين، بالتنسيق الإعلامي لفريق سينما “أوتاكو غزة”، وتنظيم اللوجستيات الخاصة بتفاصيل العروض، مشيراً إلى أهمية تنظيم العروض في ظل أجواء آمنة ومريحة، حتى يتمكن الجمهور من الاستمتاع بالعروض، من دون أي مُنغِصات.
من ناحيتها، توضح عضو الفريق ريهام عاشور، التي تختص بمجال قطع التذاكر والترويج للعروض، لـ “العربي الجديد” أن إقبال الجمهور على الحجز للحصول على التذاكر كان كبيراً، وقد نفدت مائتي بطاقة خلال وقت قياسي، وذلك لشغف فئة اليافعين بفن الأنمي.
يفتقر قِطاع غزة إلى وجود قاعات السينما، باستثناء عدد محدود منها تابع لمراكز ومستشفيات، لأسباب يُرجعها بعضهم لجوانب اقتصادية، ويرجعها آخرون لجوانب دينية ومُجتمعية، إلا أن فريق “أوتاكو غزة” اختار طريقاً مختلفاً، عبر تخصيص مساحة لعرض أفلام الأنمي على شاشة سينما الهلال التابعة لمستشفى القدس في غزة.