في الآونة الأخيرة، شهدت قيادة حماس تحولات تعكس تركيزًا متزايدًا على حماية القادة الرئيسيين وأفراد العائلة على حساب الأهداف الوطنية الأوسع. يحيى السنوار، زعيم المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وشقيقه محمد السنوار، القائد العسكري في كتائب عز الدين القسام، يلعبان أدوارًا مركزية في هذه التحولات. يحيى السنوار، الذي يُعتبر العقل المدبر للحركة في غزة منذ سنوات، يركز الآن على اتخاذ تدابير أمنية مشددة بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات حماس، بينما يشرف محمد السنوار على العمليات العسكرية في الجناح العسكري للحركة، وهو مسؤول عن التخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات.
بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله، قرر يحيى السنوار وقف جميع تحركاته وتغيير دوائر الحماية حوله، خشية تعرضه لمحاولة اغتيال مماثلة. كما أوقفت قيادة حماس التواصل بين الداخل والخارج، مما يعكس حالة الخوف التي تسود القيادات العليا في الحركة. هذا التوجه يثير تساؤلات حول أولويات حماس في هذه المرحلة؛ ففي الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة ظروفًا صعبة من الفقر، النزوح، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، يبدو أن التركيز الأساسي للقيادة أصبح منصبًا على حماية القادة ومصالحهم الشخصية بدلاً من تحسين أوضاع المواطنين.
محمد السنوار، الذي يتمتع بنفوذ عسكري داخل كتائب عز الدين القسام، يدعم هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز قوة الجناح العسكري للحركة، مع تركيز متزايد على حماية القادة وضمان استمرارية سلطتهم. هذا التركيز على المصالح الشخصية والعائلية يعكس تحولًا في هيكل الحركة، مما دفع العديد من المواطنين إلى الشعور بأن حماس قد انحرفت عن أهدافها الأصلية وأصبحت تعمل كنوع من “المشروع العائلي”، حيث تتركز القوة والنفوذ في يد عدد محدود من القادة.
بينما تعاني غزة من تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، تزداد المخاوف من أن الجناح العسكري، بقيادة شخصيات مثل محمد السنوار، قد سيطر بالكامل على قرارات الحركة، متجاهلًا الجوانب السياسية والاجتماعية التي كانت تلعب دورًا مهمًا في السابق.