تواجه غزة موجة غير مسبوقة من غلاء الأسعار التي أثقلت كاهل المواطنين، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية مثل الخضروات، الأرز، والزيوت. هذا الوضع دفع العديد من الغزيين إلى الخروج في احتجاجات شعبية واسعة، مطالِبين بخفض الأسعار التي فاقت القدرة الشرائية للأسر، في وقت تعاني فيه من تبعات الحرب والحصار المستمر.
التجار تحت الاتهام: من المسؤول عن الارتفاع؟
التجار في غزة يواجهون اتهامات بزيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه، لكنهم يبررون ذلك بفرض ضرائب مرتفعة من قبل السلطات المحلية على السلع المستوردة. البعض من هؤلاء يرى أن الحصار الإضافي والقيود المفروضة على المعابر تزيد من تكاليف البضائع. ومع ذلك، يتهم كثير من المواطنين السلطات في غزة بتفاقم الأزمة، مطالبين الحكومة بوقف هذه السياسات الضريبية التي تؤثر على حياة الناس في هذه الأوقات العصيبة.
الاحتجاجات: انطلاق حملة ضد الفساد
بدأت الاحتجاجات الشعبية ضد غلاء الأسعار في مناطق رفح وخان يونس، وسرعان ما انتشرت إلى مدن أخرى. الناشطون دعوا إلى إضراب تجاري من أجل الضغط على التجار لتخفيض الأسعار، معتبرين أن “السلطات” تتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب فرض الضرائب التي أثقلت كاهل الشعب. إضافة إلى ذلك، اتهم البعض حركة حماس بالمسؤولية، مطالبين إياها بالتوقف عن استنزاف موارد الناس في وقت الحرب، بدلاً من الوقوف إلى جانبهم.
المساعدات الإنسانية: فساد وتوزيع غير عادل
أزمة أخرى تتفاقم في غزة تتعلق بالمساعدات الإنسانية. في وقت تعاني فيه غزة من نقص حاد في المواد الأساسية، تراجعت أعداد الشاحنات التي تدخل المساعدات، مما يزيد من معاناة السكان. الغزيون يتهمون المسؤولين بفساد في توزيع هذه المساعدات، حيث يشير البعض إلى بيع جزء منها في السوق السوداء، ما يزيد من الغضب الشعبي.
دعوات لتوسيع الاحتجاجات
رغم أن الاحتجاجات بدأت في مناطق معينة، إلا أن هناك دعوات لتوسيعها إلى جميع أنحاء القطاع. المحتجون يطالبون بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع المساعدات بنزاهة، وفتح المعابر لإدخال المزيد من البضائع لتخفيف وطأة الغلاء. كما يطالبون بإلغاء الضرائب التي تؤثر على أسعار السلع الأساسية.
المستقبل في غزة: معركة ضد الفقر والفساد
بينما تزداد الأوضاع سوءًا في غزة، يبقى السؤال: هل ستنجح الاحتجاجات في إحداث تغيير حقيقي؟ هل يمكن للغزيين تغيير السياسات التي تستنزفهم؟ في النهاية، يبقى المواطن الغزي هو المتضرر الأكبر من هذه السياسات، في معركة ضد الفقر والفساد.