اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان ضربة قاسية وغير متوقعة هزت الحركة بقوة. هنية، الذي يُعتبر ثاني أكبر المخططين الذين يديرون الحركة، كان يتمتع بنفوذ كبير ودور حيوي في قيادة حماس. وفقدانه يضع يحيى السنوار، القائد الحالي لحماس في غزة، في موقف حرج للغاية، مما يقلص من خياراته ويجعله في مأزق شديد.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان توعد بجعل إسرائيل “تندم” على اغتيال هنية، مؤكداً أن إيران ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وكبريائها. وقد أعلنت حركة حماس مقتل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية بطهران، مشددة على أن “الاغتيال لن يمرَّ سُدى”.
هذا الاغتيال يأتي في وقت حساس للغاية، حيث كان هنية يلعب دوراً مهماً في محادثات وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن في غزة. وفي مقال نشر في صحيفة هآرتس، يرى الكاتب أن اغتيال هنية كان محاولة لتأخير هذه المحادثات وإدخال الولايات المتحدة في الحرب، مما يزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية ويضعف معنويات حماس.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اغتيال هنية لن يعرقل جهود وقف إطلاق النار، بل سيزيد من الضغط على حماس. ومع ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه من أن هذه العملية قد تفسد الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتحرير الرهائن، وقد تؤدي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية أوسع.
من جانبها، توعدت إيران بالرد على هذا الاغتيال، حيث أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن ضرورة الرد على اغتيال هنية، مشيراً إلى أن العملية كانت مؤلمة للنظام الأمني الإيراني. الحرس الثوري الإيراني أوضح أن هنية كان في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استشهد بمقذوف جوي.
في النهاية، يتضح أن اغتيال هنية يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، ويضع حماس في موقف ضعيف، حيث يجد السنوار نفسه بلا خيارات كثيرة للخروج من هذه الأزمة. الرد الإيراني المتوقع قد يزيد من تصعيد التوترات، مما يجعل المنطقة على حافة مواجهة جديدة قد تكون أكثر دموية وخطورة.