مع استعداد العالم الإسلامي للاحتفال بعيد الفطر، الذي يمثل نهاية شهر رمضان حول 12 أبريل، يسود التوتر في الشرق الأوسط، خاصة حول قطاع غزة. عقب انهيار أحدث جولة من المفاوضات مع المقاومة في قطر، تصعد إسرائيل من استعداداتها لهجوم بري على رفح، المدينة الاستراتيجية في قطاع غزة، مما يشير إلى عملية محتملة في أوائل مايو على أبعد تقدير.
هذا التصعيد العسكري المحتمل يأتي بعد فترة معقدة من المفاوضات الفاشلة التي كانت تهدف إلى تأمين صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة، مما يبرز الحالة المتقلبة للعلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية. تقارير من المصادر المصرية، كما كشفت عنها صحيفة الأخبار المرتبطة بحزب الله، تشير إلى أن العملية البرية الإسرائيلية قد تستمر ما بين أربع إلى ثماني أسابيع، تتضمن إجلاء سكان رفح المدنيين، والمقدر عددهم بـ 1.5 مليون شخص، إلى مناطق وسط قطاع غزة عبر ممرات آمنة محددة مسبقاً.
الأهمية الاستراتيجية لرفح
تقع رفح على الحدود مع مصر، وتحمل أهمية استراتيجية ورمزية كبيرة. كانت نقطة محورية للصراع وعقدة حرجة لحركة البضائع والأشخاص بين مصر وغزة، غالبًا تحت رقابة القوات الأمنية الإسرائيلية والمصرية. تجعل كثافة سكان المدينة ودورها كمعقل للمقاومة من أي عملية عسكرية هناك معقدة بشكل خاص ومحفوفة بخطر وقوع خسائر بشرية مدنية عالية وأزمة إنسانية.
الاستعدادات الإنسانية والمخاوف
استعدادًا للعملية، ذكرت تقارير أن إسرائيل قد اشترت 40,000 خيمة من الصين، مخصصة للسكان المهجرين من رفح. هذه الخطوة، بينما تكون عملية في نيتها لتوفير مأوى، تبرز النطاق المتوقع للتهجير والتأثير الإنساني المحتمل. كما بدأت قوات الدفاع الإسرائيلية أعمال هندسية حول المدينة، ربما لتأمين الحيز الخارجي وإعداد طرق الإجلاء.
يثير التوقيت المخطط للإجلاء والعملية، التي تلي عيد الفطر، العديد من المخاوف لدى المراقبين الدوليين والمنظمات الإنسانية. يقدم تحدي إزاحة عدد كبير من السكان في ظل ظروف الاشتباكات العسكرية تحديات لوجستية وأخلاقية هائلة. علاوة على ذلك، تمتد تداعيات العملية لتشمل أبعد من رفح، مما قد يؤثر على قطاع غزة بأكمله ويزيد من التوترات في المنطقة.
بين الدمار والمعاناة: دعوة لإعادة بناء المستقبل في غزة
بعد مرور أكثر من عام من الحرب، تعيش غزة لحظة فارقة تتطلب إعادة التفكير في الواقع الراهن، خاصة بعد استشهاد قادة المقاومة. قد تمثل هذه اللحظة فرصة للتأمل في مستقبل…