تحضيرات إسرائيلية لشن عملية عسكرية واسعة في رفح وسط تصاعد التوترات بناءً على تعليمات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، تستعد إسرائيل لشن هجوم ضخم على مدينة رفح الفلسطينية، إذ اشترت 40 ألف خيمة من الصين لإيواء المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم من المدينة. وقد بدأت القوات الإسرائيلية بالفعل بإغلاق المدينة وإجراء أعمال هندسية حولها، في خطوة تمهيدية للعملية العسكرية المرتقبة.
يأتي هذا التحرك في أعقاب ستة أشهر من المواجهات المسلحة مع المقاومة في قطاع غزة، والتي أدت إلى انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن تصاعد أعمال العنف وفشل الجهود الدبلوماسية قد منح قواتها “حرية أكبر للعمل”.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى: “في ظل استمرار القتال، باتت عملية عسكرية كبيرة في رفح مسألة وقت فحسب. لقد استنفدنا كافة السبل السلمية، وقواتنا جاهزة للتحرك لحماية مواطنينا”.
وفي هذه الأثناء، تجري مباحثات مكثفة مع الولايات المتحدة بشأن توقيت الهجوم المرتقب على رفح، التي تعد إحدى أكبر مدن قطاع غزة وتأوي مئات الآلاف من النازحين.
لقد أثارت هذه التطورات مخاوف جدية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في غزة، التي حذرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل الحصار المستمر والدمار الهائل الذي خلفته الجولات القتالية السابقة.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة: “ندين بشدة أي عمل عسكري جديد سيزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين العزل في غزة. ندعو الأطراف إلى وقف التصعيد والعودة للمفاوضات لإنهاء الأزمة”.
في المقابل، اتهمت المقاومة إسرائيل بتقويض السلام وتهديد الاستقرار في المنطقة من خلال التحضير لهجوم جديد. وحذر أحد قادتها من أن “أي عدوان على رفح سيواجه بمقاومة بطولية”.
تأتي هذه التطورات الخطيرة في الوقت الذي تعاني فيه غزة بالفعل من أسوأ أزمة إنسانية منذ سنوات، حيث يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر ويواجهون نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية جراء الحصار والدمار الشامل للبنى التحتية.
مع تفاقم الوضع الإنساني، يدعو المجتمع الدولي إلى ضبط النفس وإعادة إطلاق العملية السلمية قبل أن يؤدي تصعيد جديد إلى مزيد من المآسي والدمار في المنطقة.