في قطاع غزة، حيث يتجلى الدمار في كل زاوية نتيجة الحرب الإسرائيلية، يواجه السكان تحديًا يوميًا لا يقل قسوة عن القصف والدمار: معركة البقاء في ظل الغلاء الفاحش للأسعار. الواقع الجديد الذي خلقته هذه الظروف يضع السكان في مواجهة مباشرة مع صعوبات جديدة تتعلق بتأمين احتياجاتهم الأساسية.
الوضع الاقتصادي:
سكان القطاع اليوم يجدون صعوبة بالغة في العثور على الحاجات الأساسية كالطعام والدواء. الصدمة الأكبر ليست فقط في ندرة هذه السلع، بل في الأسعار المرتفعة بشكل جنوني، حيث تضاعفت أسعار بعض المنتجات حتى 10 مرات عن قيمتها الأصلية، وذلك بسبب النقص الحاد في الإمدادات أو استغلال بعض التجار للأزمة.
شهادات السكان:
محمد الغول، أحد النازحين من شمال مدينة غزة، عبر عن دهشته للأسعار التي وجدها عند محاولته شراء بعض المنتجات الأساسية. اضطر لشراء الطحين بسعر يفوق السعر الأساسي بمراحل، وهو ما شبهه بالتعامل مع “مخدرات” نظرًا لندرته وغلائه. هذه الزيادة في الأسعار لم تقتصر على الطحين فقط، بل شملت معظم الاحتياجات اليومية.
الدور الحكومي:
تبرز شكاوى السكان من غياب دور الجهات الرقابية للحد من هذا الاستغلال، خاصة في مناطق مثل مدينة غزة وشمال القطاع. بينما حاولت حكومة حماس في بعض مناطق وسط وجنوب القطاع إصدار تحذيرات للتجار، إلا أنها لم تجد آذانًا صاغية، وفق ما يؤكد الكثير من السكان.
استجابة السلطات:
في ظل هذا الوضع، تمكنت السلطة الفلسطينية من صرف سلف مالية لموظفيها لتخفيف بعض الضغوط، ولكن هذا لم يكن كافيًا في ظل الأسعار الباهظة للمعيشة. تجار المواد الغذائية يبررون الزيادة في الأسعار بالقيود الإسرائيلية على إدخال البضائع وزيادة التكاليف.
تواجه غزة اليوم حربًا أخرى بجانب الحرب الإسرائيلية المعهودة؛ حرب البقاء في ظل الغلاء الفاحش والنقص في الإمدادات. الحاجة الماسة لتدخل فعال ينهي هذه المعاناة تصبح أكثر إلحاحًا يومًا بعد يوم، في ظل ما يواجهه سكان غزة من تحديات جمّة تهدد قدرتهم على العيش بكرامة في ظل هذه الظروف القاهرة.