في ظل تعثر المفاوضات لوقف الحرب في غزة، تتوجه أصابع الاتهام بشكل متزايد نحو حركة حماس وزعيمها يحيى السنوار. فقد انتقد الوسطاء الدوليون بشدة استراتيجيات السنوار، مشيرين إلى أن مطالبه لا تخدم مصالح الشعب الغزي بل تصب في مصالحه الشخصية ومصالح القياديين الآخرين في الحركة.
تستمر حماس في تجاهل مطالب سكان القطاع الذين ينادون بوقف الحرب بأي ثمن. الحرب المستمرة تركت سكان غزة في حالة من اليأس والإحباط، حيث لم يعودوا يرون في حماس حركة مقاومة فلسطينية بل اتهموها بالعمالة. يعبر سعيد، أحد سكان القطاع، عن هذه المشاعر بقوله: “احنا متنا وما عالد في طعمة للحياة، قيادتنا قيادة وسخة، لو بهمهم أمر غزة وفلسطين كان وقفوا الحرب. ما بدنا شي بدنا الحرب توقف بكل ثمن”.
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، تزايدت المعاناة الإنسانية في غزة بشكل كبير. الوسطاء الدوليون، بما فيهم الولايات المتحدة، قدموا عدة مقترحات لحماس لوقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية، لكن حماس رفضت جميع هذه المبادرات. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربيرغ، أكد أن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على تحقيق وقف إطلاق نار مستدام، ولكن حماس لم تستجب بشكل إيجابي لأي من هذه المقترحات.
وفي هذا السياق، أوضح وربيرغ أن بلاده وشركاءها الدوليين قدموا مقترحًا لحماس يتضمن وقفًا فوريًا للأعمال القتالية لمدة 6 أسابيع على الأقل، قابل للتمديد، مقابل إطلاق سراح الرهائن. ومع ذلك، لم تقم حماس بالرد الرسمي على هذا المقترح، مما يزيد من حدة التوتر والمعاناة في القطاع.
سكان غزة الذين يعيشون تحت ظروف قاسية وغير إنسانية يطالبون بوقف فوري للحرب. هؤلاء السكان يشعرون بأن قيادتهم تتجاهل معاناتهم وتركز فقط على مصالحها الخاصة. إذا لم تتخذ حماس خطوات جادة لوقف الحرب، فقد تفقد المزيد من الدعم الشعبي، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وزيادة الفوضى والعنف في المنطقة.
في النهاية، يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفًا حازمًا لدعم الشعب الغزي وإنهاء هذا الصراع الدامي. حماس في مأزق كبير، وعليها أن تستجيب لمطالب السكان لوقف الحرب والتخفيف من معاناتهم قبل أن يفوت الأوان.