مرت أكثر من ستة أشهر على الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل، حيث تكبدت حماس خسائر عسكرية وسياسية جسيمة وراح ضحيتها العديد من المدنيين. في ظل هذه الأزمة، تتركز الجهود الدولية على تحقيق هدنة بين الطرفين. ومع ذلك، تواصل حماس تأخير المفاوضات وتجاهل النداءات الدولية والمحلية التي تطالب بإنهاء النزاع.
الأشهر الستة الأخيرة شهدت تكثيفًا للعمليات العسكرية التي لم تحقق سوى خسائر فادحة لحماس، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي. الضحايا المدنيون في ازدياد، والبنية التحتية في غزة تدهورت بشكل ملحوظ، مما زاد من معاناة السكان ودفع الكثيرين إلى حافة اليأس.
على الرغم من الضغوط الدولية والمحلية، تواصل حماس تأخير الوصول إلى أي صفقة هدنة مع إسرائيل. هذه المماطلة لا تعكس فقط رفض الحركة للاستماع إلى صرخات شعبها الذي يعاني من وطأة الحرب، بل تعرض أيضًا مستقبل حكمها للخطر. الشعب الذي يعاني بين القتلى والنازحين والجرحى يطالب بإنهاء فوري للقتال.
إذا استمرت حماس في تجاهل الدعوات للهدنة، قد تواجه تأثير دومينو يهدد استقرار حكمها في القطاع. الفرصة للحفاظ على سيطرتها قد تتضاءل كلما زادت مدة النزاع، مع تنامي الاستياء الشعبي وتزايد المطالبات الدولية بتدخل أكثر فاعلية لإنهاء الحرب.
مماطلة حماس في المفاوضات ليست فقط تعقيدًا للوضع الحالي بل تهديدًا لمستقبل الحركة نفسها. الحركة، التي تواجه الآن نقطة حرجة، يجب أن تستجيب لمطالب شعبها والمجتمع الدولي بالعمل بشكل حاسم لتحقيق السلام، قبل أن تفقد فرصتها في الحفاظ على حكمها في غزة. استمرار الحرب يعرض الجميع لمزيد من المعاناة ويهدد بزعزعة استقرار الحركة والقطاع بأكمله.