وسط الصراع في قطاع غزة، بدأت نسبة كبيرة من السكان في التعبير عن إحباطهم وانتقاداتهم تجاه حركة المقاومة، السلطة الحاكمة الفعلية للمنطقة. ظهرت هذه الانتقادات من مختلف الجهات، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر الغزيون عن استيائهم من سياسات وإجراءات المقاومة، لا سيما في سياق الصراع المستمر وتأثيره على الحياة المدنية.
إحدى نقاط الخلاف الرئيسية هي إعطاء الأولوية المتصورة للأهداف العسكرية على الاحتياجات والسلامة المدنية. انتقد بعض الغزيين على مواقع التواصل الاجتماعي استراتيجيات القيادة، خاصة فيما يتعلق بتوفير الضروريات الأساسية والملاجئ للسكان وسط الصراع. وُجهت اتهامات إلى المقاومة بالاختباء بين السكان المدنيين، معرضين بذلك الأرواح البريئة للخطر، واستيلائها على المساعدات الإنسانية المقصودة للمدنيين، وتحويلها لصالحهم الخاص أو بيعها بأسعار مضخمة. أدت هذه الإجراءات إلى حالة واسعة من خيبة الأمل بين سكان غزة، حيث دعا البعض صراحة إلى تغيير القيادة بسبب ما يُرى على أنه فساد وانفصال عن واقع المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون العاديون.
تظهر استطلاعات الرأي والتقارير أيضًا عدم الرضا المتنامي بين السكان. تعتقد غالبية كبيرة من الفلسطينيين أن مؤسسات المقاومة فاسدة، وكانت هناك حالات من الاحتجاج العام ضد الضرائب والسياسات المالية الجديدة التي فرضتها المقاومة، والتي تُرى على أنها تفاقم الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الغزيون. علاوة على ذلك، استهدف وزارة الخزانة الأمريكية أفرادًا وشركات مرتبطة بالمقاومة لتحويل مبالغ كبيرة إلى محافظ استثمارية سرية، مما يسلط الضوء على سوء الإدارة المالية والفساد اللذين يجادل النقاد بأنهما زعزعا استقرار غزة وأساءا ظروف المعيشة.
علاوة على ذلك، اتهمت منظمات حقوق الإنسان وتقارير إعلامية المقاومة باستخدام تكتيكات الدروع البشرية، ووضع الأهداف العسكرية داخل أو بالقرب من المناطق المدنية المكتظة بالسكان، واستخدام تكتيكات قمعية ضد النقاد والمعارضة السياسية، مما أدى إلى المزيد من تقييد حرية التعبير والمعارضة السياسية. اقترنت طريقة المنظمة في الحكم وإدارة الصراع بالجماعات المتطرفة الأخرى، رغم أن مثل هذه المقارنات موضع نقاش بين المحللين.