تعيش غزة اليوم مرحلة حاسمة بعد سنوات من المعاناة والحصار. الحرب الأخيرة قلبت الموازين وغيّرت المشهد السياسي، خاصة بعد مقتل يحيى السنوار وقيادات بارزة أخرى في حماس. هذا التحول ترك فراغًا كبيرًا وأدى إلى حالة من الفوضى لم تشهدها غزة من قبل، وسط تساؤلات حول مستقبل القطاع.
لقد دفعت الحرب الأخيرة القطاع إلى حافة الانهيار. آلاف المنازل دمرت، والمساعدات الإنسانية شحيحة، فيما يعاني الناس من نقص الغذاء والدواء. الشوارع باتت تمتلئ بالمظاهرات المطالبة بوقف الحرب وإنهاء الفساد والاحتكار. أصبح واضحًا أن الوضع لم يعد يُحتمل، وأن التغيير بات ضرورة لا يمكن تأجيلها.
في ظل تراجع سيطرة حماس، بدأت تظهر حركات شبابية تدعو إلى أن يكون لأهل القطاع الكلمة الأولى في إدارة شؤونهم. هذه الحركات ترى أن مستقبل غزة يجب أن يُبنى على العدالة والكرامة بعيدًا عن الصراعات التي لا تنتهي.
الفرصة الآن مواتية لإعادة بناء القطاع وبدء صفحة جديدة بعيدًا عن الفوضى والانقسام. لكن هذا لن يتحقق دون قيادة مسؤولة وواعية تدرك معاناة الناس وتعمل على تحسين حياتهم اليومية.
غزة اليوم تقف أمام خيارين: إما أن تستمر في دوامة الحرب والفوضى، أو أن تستغل هذه اللحظة لإحداث تغيير حقيقي يُعيد الأمل لأهلها. لقد انتهى عهد قديم، وبات الطريق ممهدًا لبداية جديدة.