تتجه الأنظار إلى التداعيات المحتملة لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي جاء في وقت يشتد فيه الصراع في غزة، ويطرح تساؤلات حول قدرة الحركة على السيطرة على القطاع في المرحلة المقبلة. بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن اندلاع حرب دامية، بدت الحركة في موقف ضعيف، حيث أصبح واضحًا أن مقتل السنوار قد يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الأحداث.
تنازلات غير مسبوقة
محللون سياسيون، مثل أحمد الخالدي، يؤكدون أن مقتل السنوار سيُجبر حماس على تقديم تنازلات كبيرة وغير مسبوقة في سياستها تجاه إسرائيل، بما في ذلك إقرار اتفاقات تهدئة قد تتطلب منها تقليص دورها العسكري. فالحركة، وفقًا للخالدي، تدرك أنها بحاجة إلى شريك في الحكم حتى تتمكن من إعادة إعمار ما دمرته الحرب. وهذا يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل حكم حماس، لا سيما وأن الحركة تعاني من انقسام داخلي حاد بعد وفاة أحد أبرز قادتها.
الفوضى الأمنية
الوضع في غزة يشير أيضًا إلى فوضى غير مسبوقة، حيث انتشرت الجماعات المسلحة بشكل غير منظم، مما زاد من تحديات حماس في إدارة الأمن. محمد هواش، خبير الشأن الفلسطيني، يشير إلى أن إسرائيل نجحت في توجيه ضربة قاسية للقدرات العسكرية والسياسية لحماس، مما يجعلها غير قادرة على السيطرة الفعالة على القطاع. ومع انطلاق الصراع، أصبحت الحركة مضطرة لمواجهة تحديات داخلية، قد تؤدي إلى اقتتال داخلي بين المجموعات المسلحة والعائلات الكبرى، مما قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى.
عناصر استسلمت وتركت الحركة
بالإضافة إلى هذه الأبعاد، هناك عناصر من داخل حركة حماس استسلمت وتركت الحركة، مما يعكس حالة من اليأس وفقدان الثقة في القدرة على إدارة الصراع المستمر. هذه العناصر تشكل علامة على انقسام أعمق، حيث قد تجد قيادات أخرى في الحركة نفسها مجبرة على اتخاذ خطوات تصحيحية، أو حتى الانسحاب من المشهد السياسي. تزايد الاستقالات والانسحابات من الحركة يعكس عدم رضا داخلي، ويزيد من صعوبة بناء نظام إداري قادر على التعامل مع تداعيات الحرب.
في ضوء هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع حماس تجاوز هذه الأزمات وبناء نظام سياسي جديد يمكنه التعامل مع تعقيدات المرحلة القادمة، أم أن مصير الحركة سيكون مرهونًا بمزيد من الانقسامات والفوضى؟