الفلسطينيون الذين عانوا من تهجير عام 1948 يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة نكبة جديدة، حيث أدت الهجمات العسكرية المتكررة إلى دمار شامل. كانت غزة في يوم من الأيام مدينة تعج بالأمل والحياة، لكنها الآن تعاني تحت وطأة الدمار الذي أتى على كل جوانبها. الأحلام التي كانت ترسم للمستقبل باتت تتلاشى في ظل واقع مؤلم.
شهدت غزة في السابع من أكتوبر 2023 أحداثًا جسيمة تركت وراءها دمارًا يفوق كل ما عاناه الفلسطينيون في نكبتهم الأولى. الشوارع التي كانت تعج بالحركة أصبحت مليئة بالأنقاض، والمنازل التي كانت تحتضن العائلات تحولت إلى رماد. المستشفيات مكتظة، ولا يكاد الأطباء يستطيعون مواجهة الأعداد المتزايدة من الجرحى.
ورغم استهداف العمليات العسكرية للفصائل المسلحة، إلا أن الشعب الفلسطيني هو من يتحمل العبء الأكبر. غزة اليوم مدمرة بالكامل، وخسرت أكثر من 40 ألف بين شهيد وجريح. في المقابل، لم يعانِ المدنيون في إسرائيل من الخسائر نفسها، مما يطرح تساؤلات حول الغايات الحقيقية من هذا النزاع.
الصور القادمة من غزة تنقل مشاهد تفطر القلوب، إذ يظهر بوضوح تلاشي الأمل في مستقبل أفضل. الدمار لم يقتصر على الأبنية والبنية التحتية، بل امتد ليصل إلى النفوس والأرواح. الأماكن التي كانت تعج بالحياة تحولت إلى أماكن مهجورة، والشوارع التي كانت تضج بالأمل أصبحت فارغة ومملوءة بالحزن.
الدول العربية التي طالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية تشعر اليوم بخيبة أمل تجاه الوضع الراهن. فقد أدى التصعيد الحالي إلى المزيد من الأضرار على الفلسطينيين دون تحقيق أي تقدم ملموس. تزداد اليوم المطالبات بضرورة تغيير المسار والبحث عن حلول سلمية لتجنب المزيد من المعاناة والدمار.
وفي ظل كل هذه التحديات، يبقى السؤال قائمًا: هل هناك أمل بعد كل هذا الدمار؟ غزة اليوم مدمرة، آلاف الأرواح فقدت، والمستقبل بات غامضًا أكثر من أي وقت مضى.