تعيش غزة في ظل ظروف إنسانية كارثية بفعل الحصار المستمر والعدوان المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية وتفاقم الأزمات المعيشية. في هذا السياق، تبرز سياسات يحيى السنوار، قائد حركة حماس، كعامل معرقل لجهود التوصل إلى هدنة دائمة. فالسنوار، بمطالبه المتشددة وغير الواقعية، يعمق الانقسام ويزيد من عزلة القطاع، مما يهدد بدفع غزة نحو كارثة إنسانية أكبر.
الأوضاع المعيشية في القطاع تتدهور بشكل متسارع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الكهرباء والماء والغذاء. تتزامن هذه الأزمة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما يجعل الحياة اليومية للمواطنين أكثر قسوة. هذه الظروف تخلق حالة من الاستياء والغضب بين السكان الذين يشعرون بأن قيادتهم ليست قادرة على تقديم حلول ملموسة لتحسين أوضاعهم.
في ظل هذا الواقع، يبدو أن السياسات المتشددة التي يتبناها السنوار تعرقل أي محاولة للوصول إلى تهدئة دائمة مع الاحتلال. ومع استمرار القصف الإسرائيلي وعدم وجود بوادر لأي تسوية سياسية، يخشى الكثيرون أن تؤدي هذه السياسات إلى مزيد من التصعيد الذي قد يدفع بالقطاع إلى هاوية أكبر.
إن غزة اليوم تجد نفسها محاصرة بين نارين: الاحتلال الإسرائيلي من جهة وسياسات قيادية متشددة من جهة أخرى. هذا الوضع المعقد والمأساوي يجعل السكان في مواجهة مستمرة مع خطر تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل غياب أي أفق حقيقي لتحقيق السلام والاستقرار.