منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، والتي شهدت تصعيداً عنيفاً ودماراً هائلاً، وجد سكان غزة أنفسهم يدفعون ثمناً باهظاً لأفعال حماس، الجهة المسيطرة على القطاع. الصراع لم يخلف وراءه سوى الخراب وأزمة إنسانية متفاقمة، حيث تُرك السكان يواجهون العزلة ويصارعون من أجل البقاء في ظل تجاهل حماس لمعاناتهم وصرخاتهم المستمرة لإنهاء الحرب.
تأثير المماطلة في المفاوضات:
المفاوضات التي كان من المفترض أن تؤدي إلى تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تعثرت بشكل متكرر بسبب سياسات حماس ومماطلتها. هذه العقبات لم تُظهر فقط عدم كفاءة حماس في التعامل مع الأزمات بل كشفت أيضاً عن نهج الحركة في استغلال الوضع لتعزيز مصالحها السياسية والعسكرية، مما يضع مصالح الشعب الغزاوي في المرتبة الثانية. استمرار هذا النهج من شأنه أن يقود إلى تبديد الثقة بين سكان القطاع وحكومتهم، وكذلك بين حماس والمجتمع الدولي.
العواقب على سكان غزة:
الشعب الغزاوي، الذي عانى بالفعل من الدمار الشامل والنقص الحاد في الخدمات الأساسية كالماء، الكهرباء والرعاية الصحية، يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه قيادته. تجاهل حماس لمطالبهم الملحة لإنهاء الحرب وإعادة الإعمار يُظهر تفضيل الحركة للأجندة السياسية على الاحتياجات الإنسانية لمواطنيها.
مستقبل حكم حماس في القطاع:
إذا استمرت حماس في سياستها الحالية، فإنها قد تواجه فقدان السيطرة والنفوذ في غزة. الفشل في معالجة الأزمات الداخلية وتحقيق تقدم في المفاوضات يمكن أن يقود إلى تآكل الدعم الشعبي والدولي، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية حكم حماس. هذا السيناريو قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في القطاع، حيث يبحث السكان عن بديل يمكنه أن يوفر الأمان والاستقرار ويعيد الحياة إلى طبيعتها.
في الختام، يتوجب على حماس أن تعيد تقييم أولوياتها بشكل جذري وتضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، لتجنب مخاطر فقدان السلطة ولضمان مستقبل أفضل لسكان غزة.