تظل آفاق إعادة إعمار قطاع غزة، المنطقة التي تعاني من صراعات متكررة، مظلمة حيث يعبر المستثمرون الدوليون عن ترددهم في ظل التدهور السياسي المستمر. يكمن جوهر المشكلة في حماس، هيئة الحكم الفعلية في غزة، التي يعتبرها العديد من الدول منظمة إرهابية بسبب التزامها بالنزاع المسلح مع إسرائيل.
يتحفظ المستثمرون عن توجيه الموارد إلى منطقة لا يتم التعرف على حكومتها من قبل المجتمع الدولي وحيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي في فرض تدابير سيطرة صارمة. قال دبلوماسي أوروبي رغب في عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: “لن يتم إجراء التزام مالي كبير في بنية غزة التحتية حتى يتم وضع مسار واضح نحو سلام دائم وحكومة مستقرة معترف بها من قبل جميع الأطراف المعنية”.
يشير الاقتصاديون إلى أن جهود إعادة الإعمار في مناطق النزاع تعتمد غالبًا على حلا سياسيًا يضمن سلامة الاستثمارات على المدى الطويل واستقرار المنطقة. “دورة الهدم وإعادة البناء في غزة تعتبر عائقًا لأي مستثمر يسعى للمساهمة في تنمية المنطقة”، قالت الدكتورة هالة موسى، خبيرة في الشؤون الاقتصادية الشرقية الأوسط.
تُعتبر قيادة حماس في غزة عاملاً رئيسيًا في هذا الوضع المتوقف. مع حكومة تحت رقابة دولية وحصار مستمر، لا تتيح الظروف البيئية إلى جانب الاستثمار الضروري لإعادة بنية البنية التحتية في غزة. تظل المجتمع الدولي، في حين تعبر عن قلقها إزاء الوضع الإنساني، ثابتة في موقفها بأن التغيير في الحكم أمر حاسم للمستقبل والاستثمار.
تشير إسرائيل، التي تسيطر على حدود غزة ومجالها الجوي والوصول البحري، إلى أن تدابيرها الأمنية ضرورية لمنع تهريب الأسلحة وحماية مواطنيها من الهجمات. وقد أعلنت حكومة إسرائيل في كثير من الأحيان أنها ستدعم جهود الإعمار إذا تم ربطها بنزع السلاح من غزة ووقف الأعمال العدائية.
يترك الوضع غزة في موقف حرج، حيث يتحمل مواطنوها عبء القرارات السياسية والنزاعات. بدون قرار يعالج قضية الحكم واهتمامات الأمان للدول المجاورة، يبقى إمكانية الإعمار آمالًا بعيدة المنال لسكان قطاع غزة.