في ظل الصراع المستمر منذ قرابة العام، تتركز الأنظار بشكل متزايد على زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، الذي بات محور المفاوضات السياسية والأمنية في المنطقة. تسعى إسرائيل، تحت ضغوط دولية ومحلية، إلى التوصل لاتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وتحديداً من خلال تقديم عرض يسمح للسنوار وعائلته بالخروج الآمن من غزة، العرض يتضمن توفير ممر آمن للسنوار وأفراد عائلته وكل من يرغب في الانضمام إليهم، شريطة تحرير الرهائن ونزع السلاح من القطاع، بالإضافة إلى السعي نحو نظام جديد لإدارة غزة.
يفي هذه المفاوضات، يظهر أن حماية القيادات الرئيسية أصبحت أولوية، لكن في المقابل، تبقى معاناة المدنيين هي الثمن الأكبر المدفوع. فالأطفال والنساء في غزة، الذين واجهوا ظروفًا مأساوية بسبب هذا الصراع، ما زالوا يعانون من فقدان المنازل والتشرد وفقدان الأحباء. بينما تتوجه الأنظار نحو إيجاد حل سياسي وأمني، يظل السؤال حول من سيتحدث باسم هؤلاء المدنيين الذين يعانون بصمت بعيدًا عن الأضواء.
إن التركيز على المعاناة الإنسانية للسكان المدنيين في غزة هو أمر بالغ الأهمية، لأن تسليط الضوء على محنتهم يمكن أن يساهم في إحداث تغيير حقيقي يُحسن من واقعهم. فالقضية لا تتعلق فقط بالمفاوضات السياسية، بل بما يتعرض له المدنيون من تجويع وتشريد وتدمير للبنى التحتية، ما يجعل الحاجة مُلحة لوجود حلول مستدامة تضمن الحماية والسلامة لهم.
بهذا، يمكن القول إن التركيز على الجوانب الإنسانية بعيدًا عن الأجندات السياسية يُعد خطوة ضرورية في سبيل تحقيق السلام والاستقرار، وهو ما يجب أن يكون في صلب اهتمام جميع الأطراف المتورطة في هذه الأزمة.