الحرب المستمرة على غزة منذ ما يقارب العام تشهد تصعيدًا عسكريًا متواصلًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يتردد في استهداف المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية للقطاع. الهجمات المكثفة أدت إلى تدمير واسع وتشريد أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، يعيش العديد منهم في ظروف إنسانية قاسية في مخيمات أو منشآت تابعة للأمم المتحدة. مع قطع الاحتلال لخطوط المياه والكهرباء واستهداف الخزانات الرئيسية، يعاني سكان القطاع من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والطاقة.
من جهة أخرى، يبرر الاحتلال استمرار عملياته العسكرية بضرورة استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، معتبرًا أن الحرب لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم. هذا الموقف يعكس تشددًا واضحًا في الموقف الإسرائيلي، حيث تشير تقارير إلى أن العمليات العسكرية لن تتوقف قبل تحقيق هذا الهدف.
في المقابل، يرى العديد من المحللين أن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى قد يكون السبيل الوحيد لإنهاء هذا التصعيد المستمر. إلا أن هذا الحل يبدو بعيد المنال في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، وعدم وجود بوادر على اتفاق قريب بين الأطراف المعنية. مع ذلك، تتزايد الدعوات الدولية والمحلية لوقف فوري للحرب، حيث يعبر الكثير من الأطراف عن خشيتهم من استمرار التدهور الإنساني في غزة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتفاقم معاناة النازحين في ظروف صعبة.
إلى جانب ذلك، تجاوزت حصيلة الشهداء في القطاع أكثر من 41,000 شخص، مما يزيد من الضغط على المجتمع الدولي للتدخل وفرض هدنة إنسانية تتيح تقديم المساعدات اللازمة للسكان المحاصرين. الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان ويسمح بتقديم المساعدات الطبية والغذائية للسكان المتضررين.