في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة ومعاناة السكان، يتزايد الاستياء بين الغزاويين من عدم وجود نية لدى حماس أو الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى وقف للصراع. يشعر الكثيرون في غزة بأن قيادة حماس تضع مصالحها الخاصة فوق مصلحة الشعب، الذي يعاني من آثار الحرب المستمرة. هذا الاستياء تزايد بعد التغيير القيادي الأخير في الحركة، حيث تم تعيين يحيى السنوار خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، ليصبح قائدًا للمكتب السياسي للحركة، وتعيين شقيقه محمد السنوار قائدًا للجناح العسكري.
هذه التغييرات أثارت غضبًا واسعًا في غزة، حيث يرى العديد من المواطنين أن القيادة الجديدة في حماس باتت أشبه بعصابة بدلاً من أن تكون حكومة منظمة تهدف إلى تحرير فلسطين وحماية الشعب. يعتقد العديد من الغزيين أن هذه القيادة تسعى فقط لتحقيق مصالح شخصية، متجاهلة الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان.
على خلفية هذه التطورات، ومع استئناف المفاوضات في القاهرة حول وقف إطلاق النار، يظل الشارع الغزاوي غير متفائل بحدوث أي تغيير حقيقي. ففي الوقت الذي تطالب فيه حماس بضمانات مكتوبة لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، يعبر الغزاويون عن إحباطهم من استمرار الصراع ومن عدم وجود خطوات ملموسة لإنهاء معاناتهم.
الأوضاع في غزة تزداد سوءًا، والضغط الشعبي على حماس يتزايد، لكن حتى الآن، لم تظهر القيادة أي نية للتراجع عن سياساتها الحالية أو لتقديم تنازلات من شأنها أن تضع حداً للقتال. ومع تعيين محمد السنوار قائدًا للجناح العسكري، يخشى كثيرون أن تزيد هذه التطورات من تعقيد الوضع، في وقت أصبح فيه الشعب يشعر بأنه في قاع أولويات قيادة حماس، التي تتهم بأنها لا تسعى إلا للحفاظ على نفوذها على حساب أرواح ومعاناة الناس.