اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران، شكل صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، ليس فقط على مستوى الحركة ولكن أيضاً في المنطقة بأسرها. هذا الحدث غير المتوقع بتاتاً يحمل تداعيات واسعة النطاق على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشكل تهديداً لاستقرار حماس ويهدد استمرارها في ظل الضغوط المتزايدة على قياداتها، وخاصة يحيى السنوار، زعيم الحركة في قطاع غزة.
ضربة غير متوقعة وزعزعة استقرار حماس
اغتيال هنية جاء في توقيت حساس للغاية، حيث كانت الحرب في قطاع غزة تدخل شهرها العاشر دون أي مؤشرات على قرب انتهاء الصراع. هذا الاغتيال زعزع استقرار حماس بشكل كبير وأثار مخاوف الثأر، مما يعصف بجهود وقف إطلاق النار التي كانت تجري بوساطة دولية. وفي بيان لها، وصفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، العملية بأنها “حدث فارق وخطير” من شأنه نقل المعركة إلى أبعاد جديدة وتداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها.
ضغوط متزايدة على يحيى السنوار
يحيى السنوار، الذي يعتبر العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، يجد نفسه الآن تحت ضغوطات هائلة بعد اغتيال هنية. فقد أصبح السنوار الهدف الرئيسي للضغوط الدولية والإسرائيلية، خاصة وأنه الآن هو القائد الأبرز لحماس على الأرض في قطاع غزة. اغتيال هنية يضع السنوار في موقف حرج، حيث يواجه تحديات كبيرة في قيادة الحركة وضمان استمرارها في ظل الضغوطات المتزايدة والتهديدات بالانتقام.
فرص وقف إطلاق النار على المحك
من الواضح أن اغتيال هنية يقوض بشكل كبير فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فبعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل أنها قتلت قيادياً كبيراً في جماعة حزب الله اللبنانية، جاء اغتيال هنية ليزيد من توتر الأوضاع ويعقد مساعي الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر. وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد أن الولايات المتحدة لم تكن على علم أو مشاركة في عملية الاغتيال، مما يبرز حجم التعقيدات المحيطة بهذه القضية.
مستقبل حماس في الميزان
اغتيال هنية يشكل تحدياً كبيراً لمستقبل حماس. فالضغوطات المتزايدة على قيادة الحركة، وخاصة على يحيى السنوار، تجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل حماس في ظل الأوضاع الحالية. ومع استمرار التصعيد والعنف، يبدو أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرشح لمزيد من التعقيد والتصعيد، مما يضع المنطقة بأسرها على حافة انفجار جديد.
اغتيال إسماعيل هنية يمثل ضربة قاسية لحركة حماس ويضع قياداتها تحت ضغوطات هائلة. يحيى السنوار يجد نفسه الآن في موقف حرج، حيث يتعين عليه مواجهة تحديات كبيرة لضمان استمرارية الحركة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة. مع تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، يبقى مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غامضاً ومحفوفاً بالمخاطر.